[size=12]يفيد شيخ المعمرين (ميشيل أنجلو) بأن السرّ في صحته الجيدة وتمتعه بنشاط فوق الاعتياد بعد أن تجاوز سن الستين بقوله: (إنني أعزو احتفاظي بالصحة والقوة والنشاط في سنوات كهولتي إلى الصوم الذي كنت أمارسه بين حين وآخر، فقد كنت أصوم أشهراً في كل عام وفي كل شهر أسبوعاً، وفي كل أسبوع أصوم يوماً وآكل في اليوم وجبتين لا ثلاث، وفي أثناء صومي لا أتناول شيئاً غير الماء وقد آخذ شيئاً من عصير الفاكهة أو ملعقة صغيرة من عسل النحل، إذا وجدت أني لم أعد قادراً على مواصلة العمل وأداء واجباتي اليومية).
ويقول (بينج) المعمر المجري الذي كان هو الآخر يتمتع بصحة جيدة حتى بعد بلوغه المائة سنة: (إن تقشفي في المعيشة وتمسكي بأبسط المأكولات كان من أهم ما تتميز به حياتي عن حياة من يعيشون معي من الأقارب والأصدقاء فعلى الرغم من ثرائي الوفير وتوافر أسباب الحياة المرفهة المنعمة لي، إلا أني عشت حياة خالية من الإسراف معظم أيامي وقد كان غذائي المحبب اللبن والجزر والتمر والخبز الجاف.
وقد كنت أصوم فترات متعددة في كل عام وبذاك جنبت نفسي ويلات المرض ومتاعب الشيخوخة).
والبامستودع للغذاء ولا ينبغي التعامل معه بهذا المستوى، وإنما هو مجموعة متوازنة متوافقة من المواد والعمليات الكيماوية، وقد تتعرض هذه المجموعة للاختلال لا نتيجة نقص المواد الغذائية فحسب وإنما نتيجة زيادتها أيضاً.
[size=12]والصوم من وجهة النظر الصحية خير وسيلة لتطهير الجسم مما يحتمل أن يكون به من زيادات في السموم الضارة التي تتركها الأغذية والأدوية التي نواظب على تناولها يومياً.
بالإضافة إلى هذا التنظيف والتطهير يمنح الصوم الراحة والانتعاش لأعضاء الجهاز الهضمي ليستعيد نشاطه بعدئذٍ بصورة أفضل، كما أنه يؤدي إلى راحة أعضاء الإفراز إذ يعطيها الفرصة كي تعوض أي تقصير سابق في عملها.
والصوم إلى جانب هذا وذاك هو عامل من عوامل التجديد للشباب وإدامة العمر وذلك أنه يمنح الخلايا حياةً ونشاطاً مجدّدين وتلك حقيقة معروفة من حقائق علم الحياة (Baiology) كما يؤكد الدكتور كارلسون وآخرون ذكرنا أسماءهم في المقالات السابقة.
ولو رجعنا إلى قول النبي (صلى الله عليه وآله) وآل بيته (عليهم السلام) فيما يتعلق بالفوائد الكبيرة النفسية والصحية والاجتماعية للصوم، لرأيناها أبعد من أن تحصى، ولا يغيبن عن بالك - زائري الكريم - قوله (صلى الله عليه وآله): (صوموا تصحوا)، وفي ذلك الإيجاز أجلى صورة وأكبر دلالة على ما للصوم من فوائد من الناحية الصحية للإنسان في كل جوانبها كما قد أثبتته بحوث أهل العلم وذوي التخصص الطبي قديماً وحديثاً، ولك أن تتذكر دائماً قول سقراط الحكيم: (نحن نأكل لنعيش لا نعيش لنأكل).
حثون المتخصصون كثيراً ما أكدوا أن الجسم البشري ليس مجرد
[/size][/size]