|
نحن نقول أن هذه المسلسلات لا نستطيع أن نمنع عرضها و لكن يجب أن نحصن شبابنا و بيوتنا من أثرها السيئ . و خاصةً أن أحداثها و شخصياتها هي حديث المراهقين و المراهقات من طلاب المدارس و الجامعات و الشوارع و مجالس البيوت ، و حتى أصبحت تُقلد بعض المشاهد فيها و إن لم تُقلد تسمع أحاديث من المراهقين و المراهقات حول الجرأة في مشاهدها و على سبيل المثال . شخصية البنت المراهقة الطالبة في الأكاديمية التي تخالف والدها ، فتُسمع والدها كلمات نابية ، و تتمرد عليه و على الأسرة و تتنقل في أحضان أصدقاء مراهقين تخرج معهم في نزهات ، و تحتسي الخمر و تنام مع صديقها على نفس السرير ، بدون أي اهتمام من الأسرة التي تختفي ابنتها أيام ، و نسمع من شبابنا أنها جريئة و نموذج يحتذي . هذا الهدف الرئيس من هذه المشاهد ،و الأخطر أن الطالبة و الطالبة و هو جالس على مقعد الدراسة سواء في المدرسة أو في الجامعة تجده مشتت الذهن في كيفية حل المشكلة التي انتهت عندها الحلقة ،و هل يكون الحل من بداية الحلقة بقبلات صُلح عند اللقاء ، و الأخطر من هذا عندما يعود الطلاب منهكون من يومهم الدراسي و بدل الاهتمام بدروسهم في ساعات العصر تعاد الحلقات و يجلس الشاب أو الفتاة لمراجعة الحلقة بدل مراجعة الدرس . و في الليل تبدأ الحلقة الجديدة ، و لا مجال للمذاكرة إلا بالقليل مما يستطيع تحمله العقل و الجسم من السهر مع الدراسة . و من المشاهد الخطيرة و التي جاءت بمردود أوقع و يوقع مجتمعنا في الخطر، ما أبرزه إحدى المسلسلات بشخصية دمثة الأخلاق فيها شجاعة و هدوء و هو الملقب (بالأسمر ). حتى يشد المشاهد إلى هذه النواحي السيئة التي يمثلها مع محبوبته و هي طليقة شخص أخر و تبدأ علاقته بها قبل الطلاق يخرجون في فسحات و يحتسون الخمر و يمارسون أسوأ العلاقات الجنسية و بعد الطلاق و في سهرات منفردة يقدم لها خاتم و يصبح زوجاً ، هل هذا ما يُراد من شبابنا اللذين قلدوا هذه المشاهد بازدياد انتشار الزواج العرفي المحرم شرعاً، فظهرت بعد هذه المسلسلات حالات وصلت أكثر من سبعين بالمائة من الزواج العُرفي حتى وصل إلى المجتمعات الأكثر تحفظاً و الذين كانوا لم يسمعوا بهذا النوع من الزواج . و هناك هدف أكثر تعقيداُ و هو تعريف الشباب بالمافيات ، و كيفية ترويج المخدرات و تعليمهم أسرار هذه المهنة ، و كأن العالم العربي خالٍ من المصائب و المشاكل المعقدة . فأرادوا أن يصدروا لأبنائهم هذا النزر اليسير من المشاكل . فنحن لسنا ضد أن يتعرف أبنائنا على ثقافات و عادات و تقاليد الشعوب الأخرى، والاقتباس منها و لكننا نريد الاقتباس و الأخذ بما يتمشى مع ديننا و عادتنا و تقاليدنا ، و نحصن أنفسنا و أسرنا من الفساد . هذه ثلاثة مشاهد ناقشناها و لو أردنا إن نطيل لناقشنا عشرات المشاهد الفاسدة و السيئة التي حوتها هذه المسلسلات و أتمنى علينا أن نكون أكثر حذراً و استعداداً للمؤامرات و الهجمات القادمة على شبابنا، و نقوم بحملات توعية لتحصين الشباب من هذه المؤامرات التي تستهدف الوطن العربي بأسره .